لقد بدأ حسني مبارك عهده – في أكتوبر سنة 1981
م – بأن وضع – في الأدراج المغلقة – تلك المشاريع التي أنجزت في عهد السادات لتقنين الشريعة الإسلامية وفقه معاملاتها، كي تطبق بديلاً عن القانون الهجين، ذي الأصول الفرنسية "الذي فرضه الاستعمار الإنجليزي على مصر منذ سنة 1882م..
وفي هذا المناخ الفكري – الذي تم فيه الخلط بين "الإسلام" و"الإرهاب" والذي تم فيه استغلال ظاهرة العنف الديني لتكريس نظام حكم الدولة البوليسية – التي تقيم أجهزتها الأمنية "سلخانات" التعذيب للإسلاميين، في الوقت الذي تحرس فيه غلاة العلمانيين والزنادقة.. في هذا المناخ أصبح المستشار محمد سعيد العشماوي واحدًا من أبرز رجالات الفكر في عصر حسني مبارك "الذين بلغت استفزازاتهم للحس الإسلامي حدودًا غير مسبوقة في تاريخ الفكر المصري على الإطلاق.. ففي حماية مؤسسة الرئاسة – ومبارك شخصيًا – وفي حراسة مباحث أمن الدولة، توالت كتب العشماوي، التي قال فيها عن الإسلام: