المصدر : ملفات الاهرام - إعلامية أمريكيه مرموقة شبهته بأينشتاين أحمد زويل عالم ودبلوماسي فوق العادة
مهما بعدت به الأيام والمسافات, لم يغير هذا في شخصيته المصرية الأصيلة, يحمل في ملامحه سمات بلاده, ويحمل في قلبه وروحه وعقله أفكار وآمال وطموحات بمستقبل أفضل لكل رجل وامراة وطفل علي أرض وطنه,
شارك في ثورة25 يناير بالحوار ونقل وجهات النظر في وساطة غير رسمية بين ثوار التحرير ورجال النظام, ولكنه أعلن بوضوح وباحترام أن علي الرئيس السابق أن يتنحي فورا, علق عليه المصريون آمالهم في أن يحمل هو مسئولية قيادة البلاد إلي بر الأمان, فهو العالم العربي الوحيد الحائز علي جائزة نوبل في العلوم والطب, وهو السياسي الذي يمتلك أفكار الإصلاح ونشر الوعي. هو الدكتور أحمد زويل العالم المصري الحائز علي جائزة نوبل للكيمياء عام1999, الرجل الذي أخذ علي عاتقه مهة نشر الوعي بأهمية العلم وكونه كالماء والهواء ضرورة لحياة الإنسان, الرجل الذي ينتقل من دولة إلي أخري حاملا معه الأفكار والنظريات ولم ييأس بعد من الحكومات التي ترفض أن تواكب طموحات شعوبها.
عن أحمد زويل نشرت مجلةC&EN المرموقة التي تعد من أكثر المجلات شهرة في مجالها تحقيقا موسعا تناولت فيه حياة زويل, نشأته وشغفه بالعلم والمعرفة منذ طفولته المبكرة, ثم انتقاله من الإسكندرية إلي الولايات المتحدة, ليخطو أولي خطواته نحو العالمية.
تحدث ميتش جاكوبي كبير محرري المجلة عن زويل في تحقيقه وكأنه عاش مشوار زويل الفكري والعلمي والسياسي تحدث عن أحلام وآمال المصريين الذين ينظرون بإكبار للعلماء وينتظرون منه الحلول لمشكلاتهم, تحدث عن معضلة العالم زويل الذي يرفض أن يتخلي عن محراب العلم الذي وهب نفسه له من أجل المطالبة باشتراكه في الحياه السياسية, تحدث عن حيرة العالم الذي يري في حب الناس له مسئولية إلقيت علي كتفيه فبات عليه أن يحقق لهم طموحاتهم وأحلامهم, لينتهي به المطاف حائر بين آفاق العلم وآمال المصريين في التغيير وتحقيق مستقبل أفضل من خلال رجل بعيد عن أجواء الحياة السياسة الملوثة بالمكائد والمصالح والأحقاد.
هكذا تحدث جاكوبي عن زويل فقال:.. حتي وفقا لمعايير أحمد زويل, فإن قوة وكثافة الأحداث التي جرت خلال الفترة الماضية كانت خارج نطاق التوقع. وكرد فعل لهذه الأحداث غير المتوقعة لم يكن غريبا أن يحافظ زويل, أستاذ كرس الكيمياء والأحياء ومدير مركز البيولوجية الفيزيائية في جامعة كالتك علي العمل الدءوب ووضع جدول زمني محدد للقاءاته الاجتماعية, فالواقع أنه في ظل المتطلبات التي تحيط برجل يقود فريق مشغول بالبحث العلمي, والسفر في أنحاء العالم لإلقاء المحاضرات عن العلم والتعليم, والاجتماع مع الرؤساء ورؤساء الوزراء والملوك والملكات, وحتي البابا, فإن زويل, الذي حصل علي جائزة نوبل في الكيمياء والآن يعمل مستشارا للرئيس الأمريكي باراك أوباما والمبعوث العلمي للشرق الأوسط.
ومع ذلك, فإن الحائز علي ميدالية بريستلي لهذا العام, الرجل المعروف دوليا بعمله الرائد في رصد ظواهر زمن الفيمتو ثانية حديثا والتوصل إلي إمكانية التصوير الميكروسكوبي فائق السرعة للإلكترون, هذا العالم يعتبر أن بالنسبة له فإن التاريخ الحقيقي الذي يراه الأكثر أهمية في حياته هو مشاركته ومراقبته لأحداث الثورة التي جرت في وطنه مصر فيقول بكل المقاييس, هذه المشاركة هي أكثر الأحداث تاريخيه في حياتي.
وحتي قبل خروج الملايين من المصريين في مظاهرات عمت شوارع القاهرة والإسكندرية ومدن مصرية أخري خلال الفترة المممتدة من أواخر شهر يناير ومطلع فبراير الماضيين, للمطالبة بتنحي الرئيس السابق حسني مبارك, قد كان زويل يخطط لقضاء بعض الوقت في مصر. فوفقا لمنصبه كالمبعوث العلمي للشرق الأوسط وعضوا في مجلس مستشاري العلوم والتكنولوجيا للرئيس أوباما, كان علي زويل أن يمثل الولايات المتحدة خلال العام الماضي في رحلات إلي مصر وقطر ودبي وتركيا.
كما أنه علي الرغم من جدوله المزدحم فإنه استطاع العودة إلي مصر لمواصلة تعزيز التعاون العلمي والتعليمي بين وطنه وبين الولايات المتحدة وذلك تحقيقا للمصالح المصرية وعندما اندلعت شرارة الثورة المصرية, بدأ زويل في العمل ليس بصفته ممثلا للإدارة الأمريكية, وإنما كمواطن مصري معني بشئون بلاده. وعن هذا يقول الدكتور أحمد زويل: أوضحت الأمر مرار وتكرار لقد عدت إلي مصر كمواطن مصري لمساعدة بلدي الأم.
وقبل مغادرته الأراضي الأمريكية في أواخر يناير الماضي متوجها إلي مصر في اواخر يناير الماضي كان زويل قد أعد بيانات أذيعت علي قناة الجزيرة, وقناة العربية, والتلفزيون المصري, وكتب مقالات نشرت في صفحة الرأي بصحف نيويورك تايمز وتايمز أوف لندن معلنا أن التغيرات السطحية والتجميلية التي أجرتها السلطة في مصر علي هيكلها الإداري ببساطة لن تجد نفعا.
وأكد زويل من خلال هذه الكتابات أن المطلوب هو تغيير حقيقي في السلطة, وقال إنه حث بكل احترام وبشكل مباشر الرئيس السابق مبارك علي التنحي فورا.
ولدي وصوله الي القاهرة, وضع زويل جدول زمني سريع الخطي, حيث واصل نشر هذه الرسالة في المحافل العامة. كنت أحاول في الأساس تقديم الدعم المعنوي للشارع الثائر, خاصة لشباب مصر المتحمس, المتعطش لتحقيق الديمقراطية وإيجاد مصر جديدة, هكذا تحدث العالم المصري.
وقد حقق زويل هدف نشر رسالته من خلال الوجود الإعلامي المدروس والمكثف من خلال عقد سلسلة من اللقاءات مع العديد من وسائل الإعلام, بما فيها هيئة الإذاعة البريطانية بي.بي.سي وشبكة سي.إن.إن الإخبارية الأمريكية, كما كان ضيفا في برنامج الحوارات الأمريكي الشهير واجه الأمة علي قناة سي.بي.إس الإخبارية وبرنامج أخبار الساعة علي قناة بي.بي.إس الأمريكية.
وإضافة إلي ذلك, شغل منصب وسيط غير رسمي للتحدث مع الشباب المصري حيث أمضي ساعات طويلة في اجتماعات مع قيادات متنوعة للشباب ومنظمي المظاهرات والنشطاء والأكاديميين الشباب وعرض وجهات نظرهم علي كبار رجال الدولة في نظام الحكم السابق.
ومع تسارع الأحداث التي وقعت في بداية شهر فبراير في القاهرة, كانت وسائل الاعلام أشبه بخلية نحل تعمل بطنين مرتفع وسط النبوءات الخاصة باستقالة مبارك, حتي إعلان الرئيس السابق تنحية عن الحكم في11 فبراير, وهو الحدث الذي غمر المصريين بفرحة كبيرة لكن كان إيذانا لأن تثار الضجه الإعلامية من جديد ولكن هذه المرة بتكهنات حول من قد يصبح الرئيس القادم لمصر. ووضع الصحفيين والمدونين, ومحبي العلم الذين كانوا يتابعون تطور الأحداث عن كثب, قوائم قصيرة من المرشحين المحتملين اتفقت علي اختلاف واضعيها, في أنها كلها وضعت اسم د. أحمد زويل كشخصية مرجحة لشغل المنصب السياسي الصعب.
وعقب اجتماع عقده زويل مع الباحثين المصريين الشباب, نشرت مدونة طبيعة الشرق الأوسط خبر يفيد بعدم مطالبة العالم المصري بمسئوليته الوطنية السياسية انه سوف يفكر في هذه الطلب لخوض سباق الرئاسة من أجل الوطن.
ولكن في مقابلة جرت مؤخرا مع مجلةC&EN أكد زويل قلت دائما يمكن أنه يمكنني أن أخدم كلا من مصر والعالم علي نحو أكثر فعالية كعالم, وهذا هو ما أفضله
ورغم هذا الإعلان الصريح عن عدم عزمه الدخول إلي هذا الجانب العسير من اللعبة السياسية, فإن الكثير من المصريين, مازالوا يحاصرون العالم الكبير بطلباتهم والتي تتم عن طريق الهاتف, والبريد الإلكتروني, والاتصال الشخصي, وتحثه علي التفكير جديا في تحمل مسئولية منصب الرئاسة المصرية.
ولأنه العالم العربي الوحيد الحائز علي جائزة نوبل في العلوم, فإن زويل ينظر له بإجلال في منطقة الشرق الأوسط ويمكن القول بأنه يحظي بشعبية كبار نجوم الفن في المنطقة.
فعلي سبيل المثال, في يوليو الماضي, ووفقا لما نشرته المدونات قبل الصحف فقد احتشد أكثر من5000 شخص في مكتبة الإسكندرية للإستماع لحديث زويل. كما اجتذب حديث تليفزيوني له جري العام الماضي في القاهرة وبث في جميع أنحاء العالم العربي, اجتذب هذا الحوار نحو30 مليون مشاهد. وهذا الرقم لم تنقله مدونات أو صحف وهذا الرقم نقلا عن معلومات أعطيت له من قبل المسئولين في الجهاز التنفيذي لإحدي المحطات الفضائية.
والواقع أن شعبية زويل لا تقتصر علي جمهور متلقي الرسالة الإعلامية فحسب بل امتدت لصانعيها أيضا فقد شبهت مارجريت وارنر مقدمة البرامج الحوارية الشهيرة المسئولة عن برنامج أخبار الساعة الذي تبثه قناة بي.بي.إس الأمريكية شبهت مؤخرا إجراءها مقابله مع زويل في وسط مدينة القاهرة بـ الجلوس في الأماكن العامة مع بونو وآينشتاين معا في اشارة إلي المغني الرئيسي لفرقة يو2 الأيرلندية. الشهيرة والعالم الشهير البرت اينشتاين.
وفي محاولة لشرح أو توضيح أسباب الشعبية التي يتمتع بها, قال زويل إن العالم الإسلامي يكن احترام خاص للإنجاز الفكري والعلمي. ولتعزيز وجهة نظرة اقتبس العالم المصري المقولة العربية المأثورة العلم نور, مؤكدا أن العلم والمعرفة لا يقلان أهمية للإنسان عن الماء والهواء, فهما أيضا أي العلم والمعرفة من ضروريات الحياة.
والواقع إنه يوجد حتي في الثقافة التقليدية أو الشعبية ما يثبت وجهة نظر زويل, فهذه الثقافة تعج بمأثورات الإشادة بالعلم والحث علي احترام التفوق الأكاديمي. ولذا يحظي د.أحمد زويل بمرتبة خاصة لدي الغالبية العظمي من العرب والمسلمين حتي البسطاء منهم, فلا توجد في الذاكرة الحديثة للمواطن من حظي بمثل ما حظي به زويل من شهادات علمية وتكريم دولي.
ولكن هذا الحب الشديد والشعبية الغامرة تفرضات الكثير من المسئوليات وهو ما يشعر به زويل وتحدث عنه كثيرا.
نفس هذا الشعور بالواجب والرغبة في مساعدة الناس للوصول إلي حياة أفضل هي التي تدفع العالم زويل إلي مواصلة أسفاره بين دول العالم ولا سيما للبلدان ذات الأغلبية المسلمة, حيث يشجع إصلاح التعليم والاستثمار في مجال العلوم, لأنه يعلم يقينا أن الرجل والمرأة في الشارع لديه حلم وأمل في أن تلك الإصلاحات سوف تأتي, كما يقول زويل, لأنه سمع حديث هؤلاء البسطاء عن أحلامهم وتفاؤلهم بالمستقبل ورغبتهم المشتركة في تعزيز وتقوية وإصلاح الأنظمة التعليمية في بلدانهم.
ولكن وعلي الرغم من جهود زويل فإن استجابة حكومات هذه الدول حتي الآن مازالت أضعف من تحفيز العالم المصري وأقل من طموحات شعوبها, فهي أي حكومات الكثير من الدول التي زارها زويل مازالت مترددة في الأنفاق علي التعليم وتخصيص ميزانية كافية للبحث العلمي.
والواقع أن اهتمام زويل بإصلاح نظام التعليم وتعزيز البحث العلمي في الدول العربية والإسلامية لا يرتبط فقط بكونه مبعوث أوباما لشئون العلمية في الشرق الأوسط, ولكن هذا الاهتمام بنشر الوعي يرجع إلي رغبة متأصله داخل العالم المصري حيث كان دائما مشغول بمحاولاته رفع مستوي ادراك أهمية الحصول علي تعليم العلوم الدقيقة وإنشاء قواعد التكنولوجيا في البلدان النامية.
وفي مصر كان يقوم بذلك من خلال إلقاء المحاضرات وكتابة مقالات الرأي, التي دعا في إحداها علي سبيل المثال الدول المتقدمة ليس فقط لتقديم مساعدات مالية لهذه الأسباب, ولكن ليصبحوا شركاء مع المستفيدين من هذه المساعدات وتزويدهم بالخبرات والإرشاد التربوي والخطط التنفيذية التي تمكنهم من تحقيق تقدم حقيقي.
كما ساعد في إيجاد مكانة مرموقة للشباب الملتزم بالوصول إلي العلم وذلك عن طريق تخصيص جزء من القيمة المالية لجائزة نوبل لإنشاء ثلاث جوائز جديدة, تمنح اثنتان منها سنويا من قبل الجامعة الامريكية للأداء التعليمي المتميز في مجال العلم وخدمة المجتمع. بينما تمنح دار الأوبرا الجائزة الثالثة كل عامل للإبداع في مجال الفنون.
قبل وقت طويل من تولي أي من تلك الجهود في مجال التعليم, كان ولازال زويل يعمل علي تأسيس نفسه تعليميا وعلميا, فأحدث الجوائز العلمية التي نالها تقديرا علي أبحاثه هي قلاده بريستلي التي نالها هذا العام لنجاحه في تطوير أساليب ثورية لدراسة العمليات فائقة السرعة في الكيمياء والبيولوجيا, وعلوم المواد.
والتكريم ليس أمرا جديدا علي زويل حتي من قبل أن يفوز بجائزة نوبل حيث اعتاد العالم المصري التكريم منذ صغره, ففي عام بعيد منذ سنوات, طويلة في الخمسينيات من القرن الماضي والذي شهد فصلا رئيسيا في تاريخ مصر وطنه والشرق الأوسط ذكر زويل في كتاب سيرته الذاتية ان والديه قد وضعا لوحة صغيرة علي باب غرفته مكتوب عليها د. أحمد.مؤكدين فيما بعد تنبؤا بمستقبل الفتي الغني بالمعرفة والريادة.
فحتي عندما كان زويل صبيا, لاحظ فيه والداه فضوله إلي العلم وقاما بتشجيع شغف ابنهما للتعلم. وعن هذه الفترة يقول العالم المصري باعتزاز وهو يتذكر طفولته: اذا حصلت علي98 من أصل100 في اختبار ما, كان أبي يداعبني مبتسما يا ابني, وماذا عن النقطتين الناقصتين؟.
وهكذا كان الحصول علي أعلي النتائج العلمية في المدرسة هو الهدف الأساسي لدي الفتي زويل, وهو الأمر الذي استمر معه طوال سنوات شبابه في مسقط رأسه, دسوق, القريبة من الإسكندرية, حيث ذهب لإكمال دراسته الجامعية.
وهناك, في جامعة الإسكندرية, درس زويل العلوم وتخصص في الكيمياء, وتميز أداء زويل الأكاديمي حيث كان اول دفعته وهو الأمر الذي أهله لأن يعمل بعد ذلك في السلك الجامعي فبدأ كمعيد في كلية العلوم, وهو المنصب الذي لم يترشح له سوي سبعة فقط من بين نحو500 طالب, وتمكن زويل من التفوق ليخطو أولي خطواته نحو مجده العلمي من جامعة الإسكندرية.
ومدفوعا بشغفه نحو العلم, أكمل زويل خطواته في السلك الأكاديمي, فانتهي من إعداد شهادة الماجستير في جامعة الإسكندرية, ثم قدم علي منحة لحصول علي شهادة الدكتوراة في الولايات المتحدة. وعن هذه الفترة يحكي زويل: تم قبولي في جامعة بنسلفانيا, وبعد ازالة عقبات لا تحصي, وأطواق تفرضها البيروقراطية المصرية, تمكنت أخيرا من السفر للولايات المتحدة في1969. سافر زويل ولم يكن معه سوي القليل من المال, وقدر مماثل من إجادة اللغة الانجليزية, وسرعان ما وجد أنه كان يعيش حالة نموذجية لصدمة ثقافية عملاقة.
فعلي الرغم من أنه قد مر بنجاح في جميع الاختبارات المقررة التي أجراها في مصر تمهيدا للسفر, فإن تعليم زويل كان تقليديا جدا ولا يغطي الكثير من ميكانيكا الكم, أو غيرها من المواضيع في الكيمياء والفيزياء الحديثة. وبالمثل, كان لديه القليل من الخبرة في الليزر والأجهزة المتقدمة حتي ذلك الوقت. ولكن تعلم العلوم كان موطنه وشغفه, وهكذا نجح زويل في وقت محدود للغاية من اللحاق بما فاته, وتمكن من التأقلم مع الثقافة الأمريكية وفي نفس الوقت الاحتفاظ بالمبادئ التي تربي عليها في مصر.
وفي غضون بضع سنوات, انتقل زويل من طالب إلي عضو هيئة التدريس في معهد جامعة كالتك في عام1976, ووقتها غرق العالم المصري ومجموعته البحثية تماما في دفع حدود ديناميكيات الجزيئية. الفريق سرعان ما طور أساليب ليزر الفيمتو ثانية ليتمكن من رصد حركة الذرات في مقاييس لم تستبق من قبل في زمن الفيمتوثانية أي واحد علي مليون من البليون من الثانية.
ذلك الإنجاز العلمي للمجموعة هو الذي تم تكريم زويل عنه بجائزة نوبل, أنه جعل من الممكن بالنسبة لنا مراقبة وفهم تفاصيل العمليات الأساسية التي بها تتحول كل المواد في الطبيعة من حالة إلي حالة أخري يتم من خلالها تحويل المواد, كما يقول ديفيد ألف تيريل زميل الدكتور أحمد زويل في جامعة كالتك ويضيف تيريل:عمل أحمد لم يغير ما نعرفه عن التفاعلات الكيميائية فحسب ولكن ما نعتقد أنه من الممكن أن نعرفه أيضا.
ورغم مرور أعوام علي تلك التجارب الرائدة, فإن جامعة هارفارد جورج م. ايتسايدز تري أنها لا يزال رائعا حقا أن فريق زويل نجح في الوصول الي هذا الانتصار العلمي التاريخي.
ولم يخفف الفوز بجائزة نوبل عام1999 من نشاط وشغف زويل لتوسيع آفاقه العلمية. ففي هذا التوقيت بدأ مع فريقه العلمي علي تطوير تقنيات الإلكترون فائق السرعة, مما أدي إلي التوصل إلي الإكتشافات وهو الميكروسكوب رباعي الأبعاد والذي حصل علي براءة اختراع له وايضا ابحاث منشورة في مجلتي العلوم والطبيعة.
رجل مثل الدكتور أحمد زويل, رجل أثبت بوضوح أنه مواطن عالمي معني بمشكلات التعليم والتنمية ليس في بلده فقط وإنما في غيرها من أفقر إلي أغني دول العالم, هذا الرجل لن يكون مفاجأة أن يوصف بأنه مواطن عالمي وليس فقط مواطن مصري, رجل يستحق أن يوصف بأنه العبقري النبيل.
مهما بعدت به الأيام والمسافات, لم يغير هذا في شخصيته المصرية الأصيلة, يحمل في ملامحه سمات بلاده, ويحمل في قلبه وروحه وعقله أفكار وآمال وطموحات بمستقبل أفضل لكل رجل وامراة وطفل علي أرض وطنه,
شارك في ثورة25 يناير بالحوار ونقل وجهات النظر في وساطة غير رسمية بين ثوار التحرير ورجال النظام, ولكنه أعلن بوضوح وباحترام أن علي الرئيس السابق أن يتنحي فورا, علق عليه المصريون آمالهم في أن يحمل هو مسئولية قيادة البلاد إلي بر الأمان, فهو العالم العربي الوحيد الحائز علي جائزة نوبل في العلوم والطب, وهو السياسي الذي يمتلك أفكار الإصلاح ونشر الوعي. هو الدكتور أحمد زويل العالم المصري الحائز علي جائزة نوبل للكيمياء عام1999, الرجل الذي أخذ علي عاتقه مهة نشر الوعي بأهمية العلم وكونه كالماء والهواء ضرورة لحياة الإنسان, الرجل الذي ينتقل من دولة إلي أخري حاملا معه الأفكار والنظريات ولم ييأس بعد من الحكومات التي ترفض أن تواكب طموحات شعوبها.
عن أحمد زويل نشرت مجلةC&EN المرموقة التي تعد من أكثر المجلات شهرة في مجالها تحقيقا موسعا تناولت فيه حياة زويل, نشأته وشغفه بالعلم والمعرفة منذ طفولته المبكرة, ثم انتقاله من الإسكندرية إلي الولايات المتحدة, ليخطو أولي خطواته نحو العالمية.
تحدث ميتش جاكوبي كبير محرري المجلة عن زويل في تحقيقه وكأنه عاش مشوار زويل الفكري والعلمي والسياسي تحدث عن أحلام وآمال المصريين الذين ينظرون بإكبار للعلماء وينتظرون منه الحلول لمشكلاتهم, تحدث عن معضلة العالم زويل الذي يرفض أن يتخلي عن محراب العلم الذي وهب نفسه له من أجل المطالبة باشتراكه في الحياه السياسية, تحدث عن حيرة العالم الذي يري في حب الناس له مسئولية إلقيت علي كتفيه فبات عليه أن يحقق لهم طموحاتهم وأحلامهم, لينتهي به المطاف حائر بين آفاق العلم وآمال المصريين في التغيير وتحقيق مستقبل أفضل من خلال رجل بعيد عن أجواء الحياة السياسة الملوثة بالمكائد والمصالح والأحقاد.
هكذا تحدث جاكوبي عن زويل فقال:.. حتي وفقا لمعايير أحمد زويل, فإن قوة وكثافة الأحداث التي جرت خلال الفترة الماضية كانت خارج نطاق التوقع. وكرد فعل لهذه الأحداث غير المتوقعة لم يكن غريبا أن يحافظ زويل, أستاذ كرس الكيمياء والأحياء ومدير مركز البيولوجية الفيزيائية في جامعة كالتك علي العمل الدءوب ووضع جدول زمني محدد للقاءاته الاجتماعية, فالواقع أنه في ظل المتطلبات التي تحيط برجل يقود فريق مشغول بالبحث العلمي, والسفر في أنحاء العالم لإلقاء المحاضرات عن العلم والتعليم, والاجتماع مع الرؤساء ورؤساء الوزراء والملوك والملكات, وحتي البابا, فإن زويل, الذي حصل علي جائزة نوبل في الكيمياء والآن يعمل مستشارا للرئيس الأمريكي باراك أوباما والمبعوث العلمي للشرق الأوسط.
ومع ذلك, فإن الحائز علي ميدالية بريستلي لهذا العام, الرجل المعروف دوليا بعمله الرائد في رصد ظواهر زمن الفيمتو ثانية حديثا والتوصل إلي إمكانية التصوير الميكروسكوبي فائق السرعة للإلكترون, هذا العالم يعتبر أن بالنسبة له فإن التاريخ الحقيقي الذي يراه الأكثر أهمية في حياته هو مشاركته ومراقبته لأحداث الثورة التي جرت في وطنه مصر فيقول بكل المقاييس, هذه المشاركة هي أكثر الأحداث تاريخيه في حياتي.
وحتي قبل خروج الملايين من المصريين في مظاهرات عمت شوارع القاهرة والإسكندرية ومدن مصرية أخري خلال الفترة المممتدة من أواخر شهر يناير ومطلع فبراير الماضيين, للمطالبة بتنحي الرئيس السابق حسني مبارك, قد كان زويل يخطط لقضاء بعض الوقت في مصر. فوفقا لمنصبه كالمبعوث العلمي للشرق الأوسط وعضوا في مجلس مستشاري العلوم والتكنولوجيا للرئيس أوباما, كان علي زويل أن يمثل الولايات المتحدة خلال العام الماضي في رحلات إلي مصر وقطر ودبي وتركيا.
كما أنه علي الرغم من جدوله المزدحم فإنه استطاع العودة إلي مصر لمواصلة تعزيز التعاون العلمي والتعليمي بين وطنه وبين الولايات المتحدة وذلك تحقيقا للمصالح المصرية وعندما اندلعت شرارة الثورة المصرية, بدأ زويل في العمل ليس بصفته ممثلا للإدارة الأمريكية, وإنما كمواطن مصري معني بشئون بلاده. وعن هذا يقول الدكتور أحمد زويل: أوضحت الأمر مرار وتكرار لقد عدت إلي مصر كمواطن مصري لمساعدة بلدي الأم.
وقبل مغادرته الأراضي الأمريكية في أواخر يناير الماضي متوجها إلي مصر في اواخر يناير الماضي كان زويل قد أعد بيانات أذيعت علي قناة الجزيرة, وقناة العربية, والتلفزيون المصري, وكتب مقالات نشرت في صفحة الرأي بصحف نيويورك تايمز وتايمز أوف لندن معلنا أن التغيرات السطحية والتجميلية التي أجرتها السلطة في مصر علي هيكلها الإداري ببساطة لن تجد نفعا.
وأكد زويل من خلال هذه الكتابات أن المطلوب هو تغيير حقيقي في السلطة, وقال إنه حث بكل احترام وبشكل مباشر الرئيس السابق مبارك علي التنحي فورا.
ولدي وصوله الي القاهرة, وضع زويل جدول زمني سريع الخطي, حيث واصل نشر هذه الرسالة في المحافل العامة. كنت أحاول في الأساس تقديم الدعم المعنوي للشارع الثائر, خاصة لشباب مصر المتحمس, المتعطش لتحقيق الديمقراطية وإيجاد مصر جديدة, هكذا تحدث العالم المصري.
وقد حقق زويل هدف نشر رسالته من خلال الوجود الإعلامي المدروس والمكثف من خلال عقد سلسلة من اللقاءات مع العديد من وسائل الإعلام, بما فيها هيئة الإذاعة البريطانية بي.بي.سي وشبكة سي.إن.إن الإخبارية الأمريكية, كما كان ضيفا في برنامج الحوارات الأمريكي الشهير واجه الأمة علي قناة سي.بي.إس الإخبارية وبرنامج أخبار الساعة علي قناة بي.بي.إس الأمريكية.
وإضافة إلي ذلك, شغل منصب وسيط غير رسمي للتحدث مع الشباب المصري حيث أمضي ساعات طويلة في اجتماعات مع قيادات متنوعة للشباب ومنظمي المظاهرات والنشطاء والأكاديميين الشباب وعرض وجهات نظرهم علي كبار رجال الدولة في نظام الحكم السابق.
ومع تسارع الأحداث التي وقعت في بداية شهر فبراير في القاهرة, كانت وسائل الاعلام أشبه بخلية نحل تعمل بطنين مرتفع وسط النبوءات الخاصة باستقالة مبارك, حتي إعلان الرئيس السابق تنحية عن الحكم في11 فبراير, وهو الحدث الذي غمر المصريين بفرحة كبيرة لكن كان إيذانا لأن تثار الضجه الإعلامية من جديد ولكن هذه المرة بتكهنات حول من قد يصبح الرئيس القادم لمصر. ووضع الصحفيين والمدونين, ومحبي العلم الذين كانوا يتابعون تطور الأحداث عن كثب, قوائم قصيرة من المرشحين المحتملين اتفقت علي اختلاف واضعيها, في أنها كلها وضعت اسم د. أحمد زويل كشخصية مرجحة لشغل المنصب السياسي الصعب.
وعقب اجتماع عقده زويل مع الباحثين المصريين الشباب, نشرت مدونة طبيعة الشرق الأوسط خبر يفيد بعدم مطالبة العالم المصري بمسئوليته الوطنية السياسية انه سوف يفكر في هذه الطلب لخوض سباق الرئاسة من أجل الوطن.
ولكن في مقابلة جرت مؤخرا مع مجلةC&EN أكد زويل قلت دائما يمكن أنه يمكنني أن أخدم كلا من مصر والعالم علي نحو أكثر فعالية كعالم, وهذا هو ما أفضله
ورغم هذا الإعلان الصريح عن عدم عزمه الدخول إلي هذا الجانب العسير من اللعبة السياسية, فإن الكثير من المصريين, مازالوا يحاصرون العالم الكبير بطلباتهم والتي تتم عن طريق الهاتف, والبريد الإلكتروني, والاتصال الشخصي, وتحثه علي التفكير جديا في تحمل مسئولية منصب الرئاسة المصرية.
ولأنه العالم العربي الوحيد الحائز علي جائزة نوبل في العلوم, فإن زويل ينظر له بإجلال في منطقة الشرق الأوسط ويمكن القول بأنه يحظي بشعبية كبار نجوم الفن في المنطقة.
فعلي سبيل المثال, في يوليو الماضي, ووفقا لما نشرته المدونات قبل الصحف فقد احتشد أكثر من5000 شخص في مكتبة الإسكندرية للإستماع لحديث زويل. كما اجتذب حديث تليفزيوني له جري العام الماضي في القاهرة وبث في جميع أنحاء العالم العربي, اجتذب هذا الحوار نحو30 مليون مشاهد. وهذا الرقم لم تنقله مدونات أو صحف وهذا الرقم نقلا عن معلومات أعطيت له من قبل المسئولين في الجهاز التنفيذي لإحدي المحطات الفضائية.
والواقع أن شعبية زويل لا تقتصر علي جمهور متلقي الرسالة الإعلامية فحسب بل امتدت لصانعيها أيضا فقد شبهت مارجريت وارنر مقدمة البرامج الحوارية الشهيرة المسئولة عن برنامج أخبار الساعة الذي تبثه قناة بي.بي.إس الأمريكية شبهت مؤخرا إجراءها مقابله مع زويل في وسط مدينة القاهرة بـ الجلوس في الأماكن العامة مع بونو وآينشتاين معا في اشارة إلي المغني الرئيسي لفرقة يو2 الأيرلندية. الشهيرة والعالم الشهير البرت اينشتاين.
وفي محاولة لشرح أو توضيح أسباب الشعبية التي يتمتع بها, قال زويل إن العالم الإسلامي يكن احترام خاص للإنجاز الفكري والعلمي. ولتعزيز وجهة نظرة اقتبس العالم المصري المقولة العربية المأثورة العلم نور, مؤكدا أن العلم والمعرفة لا يقلان أهمية للإنسان عن الماء والهواء, فهما أيضا أي العلم والمعرفة من ضروريات الحياة.
والواقع إنه يوجد حتي في الثقافة التقليدية أو الشعبية ما يثبت وجهة نظر زويل, فهذه الثقافة تعج بمأثورات الإشادة بالعلم والحث علي احترام التفوق الأكاديمي. ولذا يحظي د.أحمد زويل بمرتبة خاصة لدي الغالبية العظمي من العرب والمسلمين حتي البسطاء منهم, فلا توجد في الذاكرة الحديثة للمواطن من حظي بمثل ما حظي به زويل من شهادات علمية وتكريم دولي.
ولكن هذا الحب الشديد والشعبية الغامرة تفرضات الكثير من المسئوليات وهو ما يشعر به زويل وتحدث عنه كثيرا.
نفس هذا الشعور بالواجب والرغبة في مساعدة الناس للوصول إلي حياة أفضل هي التي تدفع العالم زويل إلي مواصلة أسفاره بين دول العالم ولا سيما للبلدان ذات الأغلبية المسلمة, حيث يشجع إصلاح التعليم والاستثمار في مجال العلوم, لأنه يعلم يقينا أن الرجل والمرأة في الشارع لديه حلم وأمل في أن تلك الإصلاحات سوف تأتي, كما يقول زويل, لأنه سمع حديث هؤلاء البسطاء عن أحلامهم وتفاؤلهم بالمستقبل ورغبتهم المشتركة في تعزيز وتقوية وإصلاح الأنظمة التعليمية في بلدانهم.
ولكن وعلي الرغم من جهود زويل فإن استجابة حكومات هذه الدول حتي الآن مازالت أضعف من تحفيز العالم المصري وأقل من طموحات شعوبها, فهي أي حكومات الكثير من الدول التي زارها زويل مازالت مترددة في الأنفاق علي التعليم وتخصيص ميزانية كافية للبحث العلمي.
والواقع أن اهتمام زويل بإصلاح نظام التعليم وتعزيز البحث العلمي في الدول العربية والإسلامية لا يرتبط فقط بكونه مبعوث أوباما لشئون العلمية في الشرق الأوسط, ولكن هذا الاهتمام بنشر الوعي يرجع إلي رغبة متأصله داخل العالم المصري حيث كان دائما مشغول بمحاولاته رفع مستوي ادراك أهمية الحصول علي تعليم العلوم الدقيقة وإنشاء قواعد التكنولوجيا في البلدان النامية.
وفي مصر كان يقوم بذلك من خلال إلقاء المحاضرات وكتابة مقالات الرأي, التي دعا في إحداها علي سبيل المثال الدول المتقدمة ليس فقط لتقديم مساعدات مالية لهذه الأسباب, ولكن ليصبحوا شركاء مع المستفيدين من هذه المساعدات وتزويدهم بالخبرات والإرشاد التربوي والخطط التنفيذية التي تمكنهم من تحقيق تقدم حقيقي.
كما ساعد في إيجاد مكانة مرموقة للشباب الملتزم بالوصول إلي العلم وذلك عن طريق تخصيص جزء من القيمة المالية لجائزة نوبل لإنشاء ثلاث جوائز جديدة, تمنح اثنتان منها سنويا من قبل الجامعة الامريكية للأداء التعليمي المتميز في مجال العلم وخدمة المجتمع. بينما تمنح دار الأوبرا الجائزة الثالثة كل عامل للإبداع في مجال الفنون.
قبل وقت طويل من تولي أي من تلك الجهود في مجال التعليم, كان ولازال زويل يعمل علي تأسيس نفسه تعليميا وعلميا, فأحدث الجوائز العلمية التي نالها تقديرا علي أبحاثه هي قلاده بريستلي التي نالها هذا العام لنجاحه في تطوير أساليب ثورية لدراسة العمليات فائقة السرعة في الكيمياء والبيولوجيا, وعلوم المواد.
والتكريم ليس أمرا جديدا علي زويل حتي من قبل أن يفوز بجائزة نوبل حيث اعتاد العالم المصري التكريم منذ صغره, ففي عام بعيد منذ سنوات, طويلة في الخمسينيات من القرن الماضي والذي شهد فصلا رئيسيا في تاريخ مصر وطنه والشرق الأوسط ذكر زويل في كتاب سيرته الذاتية ان والديه قد وضعا لوحة صغيرة علي باب غرفته مكتوب عليها د. أحمد.مؤكدين فيما بعد تنبؤا بمستقبل الفتي الغني بالمعرفة والريادة.
فحتي عندما كان زويل صبيا, لاحظ فيه والداه فضوله إلي العلم وقاما بتشجيع شغف ابنهما للتعلم. وعن هذه الفترة يقول العالم المصري باعتزاز وهو يتذكر طفولته: اذا حصلت علي98 من أصل100 في اختبار ما, كان أبي يداعبني مبتسما يا ابني, وماذا عن النقطتين الناقصتين؟.
وهكذا كان الحصول علي أعلي النتائج العلمية في المدرسة هو الهدف الأساسي لدي الفتي زويل, وهو الأمر الذي استمر معه طوال سنوات شبابه في مسقط رأسه, دسوق, القريبة من الإسكندرية, حيث ذهب لإكمال دراسته الجامعية.
وهناك, في جامعة الإسكندرية, درس زويل العلوم وتخصص في الكيمياء, وتميز أداء زويل الأكاديمي حيث كان اول دفعته وهو الأمر الذي أهله لأن يعمل بعد ذلك في السلك الجامعي فبدأ كمعيد في كلية العلوم, وهو المنصب الذي لم يترشح له سوي سبعة فقط من بين نحو500 طالب, وتمكن زويل من التفوق ليخطو أولي خطواته نحو مجده العلمي من جامعة الإسكندرية.
ومدفوعا بشغفه نحو العلم, أكمل زويل خطواته في السلك الأكاديمي, فانتهي من إعداد شهادة الماجستير في جامعة الإسكندرية, ثم قدم علي منحة لحصول علي شهادة الدكتوراة في الولايات المتحدة. وعن هذه الفترة يحكي زويل: تم قبولي في جامعة بنسلفانيا, وبعد ازالة عقبات لا تحصي, وأطواق تفرضها البيروقراطية المصرية, تمكنت أخيرا من السفر للولايات المتحدة في1969. سافر زويل ولم يكن معه سوي القليل من المال, وقدر مماثل من إجادة اللغة الانجليزية, وسرعان ما وجد أنه كان يعيش حالة نموذجية لصدمة ثقافية عملاقة.
فعلي الرغم من أنه قد مر بنجاح في جميع الاختبارات المقررة التي أجراها في مصر تمهيدا للسفر, فإن تعليم زويل كان تقليديا جدا ولا يغطي الكثير من ميكانيكا الكم, أو غيرها من المواضيع في الكيمياء والفيزياء الحديثة. وبالمثل, كان لديه القليل من الخبرة في الليزر والأجهزة المتقدمة حتي ذلك الوقت. ولكن تعلم العلوم كان موطنه وشغفه, وهكذا نجح زويل في وقت محدود للغاية من اللحاق بما فاته, وتمكن من التأقلم مع الثقافة الأمريكية وفي نفس الوقت الاحتفاظ بالمبادئ التي تربي عليها في مصر.
وفي غضون بضع سنوات, انتقل زويل من طالب إلي عضو هيئة التدريس في معهد جامعة كالتك في عام1976, ووقتها غرق العالم المصري ومجموعته البحثية تماما في دفع حدود ديناميكيات الجزيئية. الفريق سرعان ما طور أساليب ليزر الفيمتو ثانية ليتمكن من رصد حركة الذرات في مقاييس لم تستبق من قبل في زمن الفيمتوثانية أي واحد علي مليون من البليون من الثانية.
ذلك الإنجاز العلمي للمجموعة هو الذي تم تكريم زويل عنه بجائزة نوبل, أنه جعل من الممكن بالنسبة لنا مراقبة وفهم تفاصيل العمليات الأساسية التي بها تتحول كل المواد في الطبيعة من حالة إلي حالة أخري يتم من خلالها تحويل المواد, كما يقول ديفيد ألف تيريل زميل الدكتور أحمد زويل في جامعة كالتك ويضيف تيريل:عمل أحمد لم يغير ما نعرفه عن التفاعلات الكيميائية فحسب ولكن ما نعتقد أنه من الممكن أن نعرفه أيضا.
ورغم مرور أعوام علي تلك التجارب الرائدة, فإن جامعة هارفارد جورج م. ايتسايدز تري أنها لا يزال رائعا حقا أن فريق زويل نجح في الوصول الي هذا الانتصار العلمي التاريخي.
ولم يخفف الفوز بجائزة نوبل عام1999 من نشاط وشغف زويل لتوسيع آفاقه العلمية. ففي هذا التوقيت بدأ مع فريقه العلمي علي تطوير تقنيات الإلكترون فائق السرعة, مما أدي إلي التوصل إلي الإكتشافات وهو الميكروسكوب رباعي الأبعاد والذي حصل علي براءة اختراع له وايضا ابحاث منشورة في مجلتي العلوم والطبيعة.
رجل مثل الدكتور أحمد زويل, رجل أثبت بوضوح أنه مواطن عالمي معني بمشكلات التعليم والتنمية ليس في بلده فقط وإنما في غيرها من أفقر إلي أغني دول العالم, هذا الرجل لن يكون مفاجأة أن يوصف بأنه مواطن عالمي وليس فقط مواطن مصري, رجل يستحق أن يوصف بأنه العبقري النبيل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق