"انتظرنا جمهورية ثانية فوجدنا خلافة سادسة... وهل يمكن لمن يبشر بخلافة سادسة أن يؤتمن على الجمهورية الثانية؟ "هذه بعض التعليقات المنتشرة على شبكة التواصل الاجتماعي "فيس بوك" وعلى أعمدة الصحف التونسية بعد تصريحات حمادي الجبالي التي أشعلت غضب العلمانيين، كما وجهت مجموعة من الأحزاب السياسية اتهامات لحركة النهضة بازدواجية الخطاب.وعلق "حزب التكتل" بزعامة مصطفى بن جعفر مشاوراته مع حزب النهضة لتشكيل الحكومة.
قلل نور الدين البحيري، عضو المكتب التنفيذي والناطق الرسمي باسم "حركة النهضة"، من هذا الجدل مشيرا إلى أن حديث حمادي الجبالي كان في إطار الحديث عن سياق تاريخي معين، مشددا على أن "حركة النهضة" ستبقى دائما مع مشروع الدولة المدنية والنظام الجمهوري و أعتبر أن تصريح حمادي الجبالي قد فهم على غير مقصده الحقيقي. وأكد نور الدين البحيري على أن ""حركة النهضة" كانت وما زالت وستبقى تناضل من أجل الدولة المدنية التي تكون فيها السيادة للشعب وحده عبر انتخابات حرة مستقلة و نزيهة و أن حركة النهضة تدافع عن النظام الجمهوري الذي يتساوى فيه كل المواطنين في الحقوق و الواجبات"، و اضاف نور الدين البحيري " أن "حركة النهضة" تدعم النظام الذي يضمن كل الحقوق للتونسيين و التونسيات و الذي يضمن التداول السلمي للسلطة".
لا يستبعد المراقبون في تونس أن تتكرر هفوات النهضة بسبب غياب تجربتها في الحكم رغم حرصها في العلن على خطاب تطميني للداخل والخارج. فغياب تجربة "حركة النهضة" في الحكم ليس وحده السبب وراء إطلاق حمادي الجبالي لهذه التصريحات إذ يعتبر سالم الأبيض، أستاذ علم الاجتماع في الجامعة التونسية، إن تصريح حمادي الجبالي، الأمين العام لحركة النهضة، هو "ناتج عن نوع من الثقافة الشخصية المزدوجة لحمادي الجبالي، نظرا إلى أنه من حيث التكوين العلمي هو مهندس و لكن له تكوين ديني منذ الثمانينات حين كان عضوا في الحركة الإسلامية "حركة الاتجاه الإسلامي" ،ثم استمر بعد ذلك في "حركة النهضة" . وحسبسالم الأبيض، أستاذ علم الاجتماع في الجامعة التونسية،" يبدو أن الصراع لا يدور فقط داخل "حركة النهضة" و إنما يدور في ذات السيد الأمين العام لهذه الحركة بين توجهه الديني وتوجهه السياسي."
قد تنجح "حركة النهضة" في تطويق بعض تصريحات مسؤوليها التي تتعارض مع وعودها الانتخابية، فقبل تصريحات حمادي الجبالي، مرشحة حركة النهضة سعاد عبد الرحيم رفضت في حديث لمونت كارلو الدولية قانونا ينظم وضعية الأمهات العازبات، ما أثار جدلا واسعا أيضا، ولكن إلى متى ستظل مطافئ "النهضة" في حال طوارئ؟
المصدر : france24
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق