الخميس، 19 مايو 2011

المشي فوق الأشواك بقلم : محسن محمد

المصدر : الجمهورية


كل رجال الرئيس
منذ 11 فبراير الماضي
أي منذ تنحي الرئيس حسني مبارك عن الحكم ونحن نفاجأ كل يوم تقريبا بطوفان من الاعتراضات والمقالات والشتائم ضد الرئيس السابق وكلها من رجاله المقربين أو الصحفيين الذين كانوا يكتبون المعلقات الطويلة نفاقا له ولحكمته السامية.
ولكن في المقالات الصادرة في الشهور الثلاثة الأخيرة نجد النفاق المضاد وهو عكس النفاق الذي كان يكتب والرئيس في

الحكم.
الآن اكتشف هؤلاء الكتاب ان الرئيس السابق لا يتمتع بالحكمة وانه كان جاهلا بالسياسة والحكم.
بدأ هذا الطوفان الجديد من النفاق المضاد الدكتور فتحي سرور الذي ظل عشرين عاما رئيسا لمجلس الشعب.
يفسر لائحة المجلس علي انها تمنع المعارضين للرئيس من أن يقدموا استجوابا أو سؤالا ضد الرئيس السابق.
فلما تنحي الرئيس اكتشفنا من مقالات الدكتور فتحي سرور الثلاثة انه نصح الرئيس السابق بتغيير سياسته ولكن أذني الرئيس لم تكن مع فتحي سرور بل كانت مفتوحة علي موجة المهندس أحمد عز ولم يكن سرور يدري ماذا يفعل لوقف الطغيان والفساد.
وأخيرا
وجد الوزير الوحيد الذي أمضي 29 سنة وزيرا للثقافة في مصر الأزمات تقترب منه ولكنها لا تطيح به لأنه "مسنود" من الهانم زوجة الرئيس والشخصية الثانية أو الأولي مكرر في حكم مصر.
ويسقط فاروق حسني في الفوز برئاسة اليونسكو ولكن الهانم تصر علي ضرورة استمراره وزيرا للثقافة فيستمر.
ولما سقط الرئيس
اكتشف فاروق حسني فجأة ودون اية مقدمات انه لم يكن يختار للهانم لون ملابسها وتصميم أزيائها.
واكتشف انه لم يكن يعرف سوي الرئيس الذي سمح له أن يبيع لوحاته للوزراء العرب الخليجيين بالذات بآلاف الجنيهات.
وحمل فاروق حسني علي الرئيس وزوجته بنفاق مضاد يتعارض تماما مع ما كان يقوله والرئيس علي العرش.
أما رؤساء تحرير الصحف القومية وبالذات الذين اختيروا أعضاء في مجلس الشوري وصدرت قرارات تعيينهم في هذا المجلس من الرئيس السابق فإن النفاق المضاد الذي يكتبونه هذه الأيام والهجوم الذي يشنونه علي الرئيس هذه الأيام يفوق ما تقوله النيابة عن الرئيس وزوجته وولديه.
رؤساء التحرير هؤلاء يقولون هذه الأيام انهم كانوا مرغمين علي أن ينافقوا الرئيس.
ولم يذكروا لماذا استمروا في هذا النفاق واستمرأوه ولم يتركوا أو يعتزلوا مناصبهم.
ويقولون أيضا انه غدر بهم وكانوا مخدوعين.
ويبدو من هذه المقالات انهم كانوا أطفالا سذجا ولم يكونوا كبارا يحصلون علي مرتبات خيالية وأجورا وحوافز ورحلات ومكافآت وانهم جمعوا ثروات طائلة.
المهم ان النفاق المضاد الذي يكتبه هؤلاء لا يختلف عما قاله فتحي سرور وفاروق حسني.
والأكثر أهمية ان كل رجال الرئيس تقريبا يصفون حسني مبارك بأوصاف يقولها المحققون القضائيون الآن في الرئيس وآله غير الكرام.
ومن يقرأ الصحف القومية هذه الأيام سيجد ان طوفان المقالات التي تنشرها ضد الرئيس بقلم رجاله أكثر كثيرا مما يكتبه خصوم الرئيس السابقون فالمنافقون زمان يريدون أن يجلسوا في الصفوف الأولي الآن كما جلسوا فيها زمان.
لقد أجادوا النفاق زمان
ويجيدون النفاق المضاد هذه الأيام
ولا أعرف السر في تمادي الصحف القومية في نشر هذا النفاق المضاد.
ولا تتدخل نقابة الصحفيين لوقف نشر النفاق المضاد تطبيقا لميثاق الشرف الصحفي إن وجد.
وعلي أية حال فإن نقابة الصحفيين نقدت دورها منذ زمن إلا في فترة تولي جلال عارف منصب النقيب.
ولا نريد إلاهيئة شعبية أو مجموعة من المثقفين تحاول وقف هذا الزحف الثقافي من قبل رجال الرئيس وصحفييه.
وإذا استمر طوفان هذا النفاق المضاد فلا أستبعد أن يعود هؤلاء الرجال وهؤلاء الصحفيون إلي مناصبهم مرة أخري ماداموا يؤكدون انهم كتاب الثورة الشبابية ورجالها الأفذاذ.
***
أليس غريبا ان كاتبا كبيرا مثل ابراهيم عيسي رئيس تحرير صحيفة "الدستور" السابق لا يجد صحيفة قومية أو مستقلة يكتب فيها هذه الأيام بعد أن طرد من صحيفة الدستور وقيل انه كان يتقاضي كرئيس تحرير للدستور مرتبا خياليا اسطوريا تعجز اية صحيفة عن دفعه؟
ويكتفي ابراهيم عيسي بكتابة مقالاته اليكترونيا عن طريق موقعه في الانترنت وهو الذي هاجم بجرأة حسني مبارك ولم يتوقف عن ذلك أبدا رغم تقديمه للمحاكمة زمان في عهد الفرعون.
***
إذا استمرت الصحف لعقود هائلة بهذا النفاق المضاد فلن تتقدم مصر أبدا.
لن يتبين الجيل الجديد طريقه.
ولن تعرف الثورة الشعبية حقيقة آمالها ولا الخطوات التي يجب أن تقطعها لتحقيق أمنيات الشعب.
وسينافق هؤلاء الجيش ومجلس الوزراء بنفس الاسلوب القديم وسيضرنا هذا النفاق المضاد.
حاولوا وقفه لتعرف مصر طريقها.
ولا أعرف هل يصدر قانون بذلك أم تمارس الصحف القومية مسئولياتها وأن تتولي نقابة الصحفيين إرشاد الصحف إلي مسئولياتها القومية وهي أكبر من مجاملة عتاة المنافقين القدامي والجدد أيضا.
***
ان استمر صدور الصحف بطريقتها الحالية فقل علي الصحافة المصرية السلام.
لم يصدقها الناس زمان.
ولن يصدقوها الآن.
وهذا حرام!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق