الأربعاء، 23 نوفمبر 2011

علاء الأسواني أول من قاد الثورة المضادة!

علاء الأسواني أول من قاد الثورة المضادة!





في لقائه مع الإعلامي عمرو الليثي على قناة التحرير، صب الكاتب علاء الأسواني جام غضبه على المجلس العسكري، متهما إياه بعدم حماية الثورة، واعتبر حياد المجلس العسكري خلال الثورة هو ما أعطي نظام مبارك فرصة أخيرة لسحق الثورة، موضحًا؛ أنه إذا حدثت مقارنة بسيطة بين كلام مبارك وتصريحات المجلس العسكري، سنجد أن نفس السياسات تتبع، وهذا أول أسباب الثورة المضادة، مؤكدًا أن مصر تحتاج إلى جولة أخرى لإستكمال الثورة.

وربما أتفق مع الأستاذ علاء الأسواني أن الثورة هزمت في جولتها الأولى، أما عن أسباب الهزيمة والفشل التي ساقها؛ فالحقيقة أن هذا الكلام فيه الكثير من المغالطات، فالثورة المضادة لم يتدخل المجلس العسكري في صنعها، بل في رأيي واعتقادي أن الأستاذ علاء الأسواني أحد الكتاب الذين قادوا الثورة المضادة بمنتهى الإخلاص، حين ظهر على شاشات الفضائيات وهو يهاجم "د.أحمد شفيق" بمنتهى القسوة ليرضي الثوار والثائرين، وبدا مزايدا على وطنية الرجل، وأتذكر حينها أنني كتبت مقالا بعنوان د. أحمد شفيق رجل خسرته مصر في اليوم التالي للحلقة وفوجئت بكم الهجوم الذي تعرض له كاتبنا العزيز، وكيف وصفه كثير من القراء أنه أحد الأوجه التي تجعلهم يكرهون الثورة والثوار..

ليس الأستاذ علاء الأسواني وحده، ولكنهم مجموعة من الكتاب والصحفيين والإعلاميين الذين ظلوا ينادون بالمحاكمات، والتفتوا للماضي، حتى أنسونا الغد، ولم يعبأوا بالبسطاء الذين توقفت أعمالهم، والعمال الذين خربت بيوتهم، والحرفيين الذين باتوا في العراء مع توقف العمل، حتى أخذوا مصر والمصريين للمحكمة وأبوا أن يخرجوا منها إلا بعد أن يسرق ما تبقى من أمل للمصريين في غد أفضل.

الثورة المضادة قادها زمرة من الشباب المتعصب الأعمى الفكر، والذي ظهر في الإعلام، وبدا أنهم لا يحترمون أحدا ولا يقدرون أحدا، وتساءل الناس هل هؤلاء هم من يريدون أن يأخذونا للمستقبل. هؤلاء الذين أطلقوا علينا حزب الكنبه، واتهموا من يخالفهم في رأي أنه من الفلول أو الجاهلين؛ حتى كره الناس وجوههم، وباتوا يرفضون أفكارهم ولو أنها تؤدي بهم إلى جنة النعيم.

الثورة المضادة قادها الذين كتبوا قوائم العار وأقصوا عددا من المصريين، ودمروا مستقبلهم وحياتهم، فماذا تنتظر من إنسان كتبت عليه هذه النهاية بالعار، سوى أن يكون ضدك للنهاية.

الثورة المضادة بدأت من ميدان التحرير الذي أصبح يملك حصريا صكوك الوطنية، والرفعة، كما يملك صكوك التخوين والعار.

الثورة المضادة قام بها بعض الثائرين الذين أرادوا هدم كل شيء دون أن يقدموا للناس بديلا، حتى شعر المصريون أن ما لم يحصلوا عليه اليوم لن ينالوه غدا، فخرجت المظاهرات الفئوية بكل أشكالها وألوانها للفقراء والبسطاء الذين نزلوا الميدان طمعا في تحسين أحوالهم فإذا بهم يخافون من الغد في ظل وطن لا يهدأ ولا يستقر.

الثورة المضادة بدأت حينما شعر الناس أن من يملك ميدان التحرير يحكم مصر، ويفرض رأيه عليها، فبدأ الناس يكرهون الميدان، ويتهمون من يذهب إليه بالرغبة في أن تجوع مصر ويشرد أهلها.

إن من أعاجيب الثورة المصرية أن الثورة المضادة قامت على أكتاف المخلصين للثورة حتى التنحي الشهير،أولئك الذين كانوا يحلمون بمصر أفضل، ثم بعد التنحي انشغلوا بالتفكير في غد أفضل لهم ولأسرهم وذويهم.

الثورة المضادة بدأت حين نصر الله المصريون على حاكمهم، فخرجت منهم فئه ينكرون فضل الله ويقول كل منهم أنا الذي فعلت، وكأنه يقول ما قاله قارون: "إنما أوتيته على علم عندي"، وما جزاء الغرور إلا الفشل المبين.

الثورة المضادة بدأت مع نزاع النخبة على فتات المائدة الكاذبة، فحقت عليهم آية ربنا:"ولا تنازعوا فنفشلوا وتذهب ريحكم".. فكره الناس هذه النزاعات والصراعات ورأوا فشل هذه النخبة وقادة الأحزاب في أن يتخذوا لمصر سبيلا رشدا.

الثورة المضادة بدأت حين تحولت المليونيات، عن هدف يقدره المصريون جميعا، لنوع من الضغط لأسباب لا تليق بمستقبل وطن جريح يريد أن يستعيد توازنه حتى كفر الناس بمليونياتكم، التي ذهبت بهم لمزيد من الفقر والعوز..

الثورة المضادة بدأت مع بدء حملات التخوين والتشهير والسب الذي أصبح سمة ما بعد الثورة. لكل من يخالفهم في رأي أو ظن أو اعتقاد.

إذن فالخطأ ليس في المجلس العسكري وإن أخطأ.. بل الخطأ في أننا انشغلنا بالثأر والانتقام والتشفي عن البناء والتشييد ورأب الصدع في وط نبات كبناء جاءه أمر بإزالة الأدوار المخالفة فإذا بكم تريدون أن تهدموه كله على رؤوس ساكنيه.

الخطأ فيكم أنتم، في الإعلاميين والكتاب، وأصحاب الفضائيات، والنخبة السياسية الذين لم يضعوا خارطة طريق واضحة بعد الثورة ثم قاموا بمليونية يطلبون فيها تحقيق ذلك، ولو اتفقوا جميعا لخضع المجلس العسكري لإرادتهم.

ولكنهم جميعا تنازعوا ففشلوا.

وعلى هذا أيها السادة فإن أول من قام بالثورة المضادة، هم الثوريون أنفسهم.

المصدر : الفجر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق