الأحد، 8 يناير 2012

عبقري الحرب العالمية الثالثة

د. لميس جابر: عبقري الحرب العالمية الثالثة



بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية في الأربعينات بفترة وجيزة، سأل احد الصحفيين الرجل العبقري العالم "أينشتين".. كيف تتخيل الحرب العالمية الثالثة؟ فقال أينشتين.. خيالي لا يستطيع أن يصل إلى شكل وملامح وأدوات الحرب الثالثة، ولكني اعرف كيف ستكون الحرب العالمية الرابعة!!.. سأله الصحفي بشغف .. وكيف ستكون، قال اينشتين: بالتأكيد ستكون بالعصا و الحجر..

هل رأى هذا العالم والمفكر ان الدمار وأدواته المرعبة التي صنعها الإنسان في الأربعينات ستفرخ آلة حرب أكثر شراسة وفتكا وقتلا ودمارا وغباء، من تلك التي اخترعها شيطان القرن العشرين وأسماها "القنابل النووية"، و التي قام الأمريكان بتجربتها تجربة حية على أهل اليابان عام 1945؟ ربما توقع "أينشتين" أن تتسابق الدول المنتصرة في الحرب إلى التسلح النووي وعلى هذا الأساس عندما تقوم الساعة سيتم ضرب النووي في عدة اتجاهات في وقت واحد وتفنى البشرية لتبدأ من جديد بالحجر والعصا إن وجدوا.

أعتقد، والله أعلم، أن أينشتين كان رجلا سليم النية طيب القلب لا يستطيع تصور الشيطان متجسدا على الأرض، وبالطبع لا أحد يتوقع ماذا يخترع الشيطان، ولكن الشيطان ابتكر بالفعل آلة هدم وتفتيت غير مسبوقة، هذا هو اليهودي المليونير الأمريكي الجنسية الذي وقف يضحك على الأمريكان، وبوش الكبير والصغير وهم يوجهون أسلحة التفتيت والتدمير إلى العراق، وأثبت أن عملية الاستيلاء على العراق وهدمه بالكامل، وسرقة متاحفه وتراثه وتدمير جامعاته وأثاره ومحاولة محو حضارته المغرقة في القدم، كل هذا موضة قديمة، وأن موديل الضرب والحرب والتخريب والدمار والإسقاط والتجزئة والتقسيم هو موديل تقليدي ولابد من إلغائه، لأنه كلف الشعب الأمريكي ضحايا من الشباب، وهو ما قد يسبب تذمرا شعبيا.

ولأن "بوش" اضطر لعمل تحالفات، وقعد يلم أي حاجة عساكر هات ودبابتين هات.. كتيبة واحدة.. ولو مفيش خالص هات فبلوس، ليبدو الأمر أمام العالم "تحالف" دولي، والسبب الثالث لسحب هذا الطراز من الأسواق، انه بطيء وأخره ممكن تحصل موقعة زى موقعة "الحذاء" ودي شكلها مش حلو.. وطبعا مش ديمقراطي، و الحقيقة أن "سوروس" وجد أن الجو رائق و صافى وان الأرض ممهدة لمشروعه الجبار..

القيادات العربية تجلس على قمة "الزحليقة" لان المنحدر تم تمهيده بالأوهام الأمريكية من نغمات التأييد و المساندة و المؤازرة.. وناموا على أغاني الرئيس الفلاني حليف أمريكا الأوحد، و العلاني صديق أمريكا الصدوق، و الثالث حليف مش استراتيجي، و الرابع و الخامس و السادس حبايبنا، مدام بيحبوا إسرائيل لأنها دولة سلام وديمقراطية.. وغطت القيادات في النوم تحلم بدولارات المعونة، وتنظم كشوف الرضا السامي و المنح و العطاء مما أعطاهم الأمريكان، و في الصباح يأكلون و يتجشئون في راحة الواثق من صديقه الصدوق.

وجاء الأخ "سوروس" وفى يده الرئيس الأمريكي الأسمر ذو الأصول الإفريقية الإسلامية، ومعه الشابة المصرية المسلمة المحجبة، حتى تأخذ شعوبنا السم القاتل وهى تشكر وتدعو للأمريكان، فالدواء كيد شافي جدا، و الدواء باختصار هو استعمال الشباب الذي تعلم من مناهج متطورة تطور أمريكاني أفقدته الانتماء و أرضعته الوطنية الأمريكاني، وانفجرت قنبلة " الحركات" و "الفصائل" و "النشطاء" و الجمعيات غير الهادفة للربح تصول وتجول، فتم الاستعانة بالسذج أصحاب مليارات النفط، ليضخوا الأموال، ويشتروا الضمائر، ويشعلوا الفتنة، بينما يتنزهون على شواطئ إسرائيل، ويحلمون بكل غباء بزعامة المنطقة وهم يأكلون الكنتاكي.

و كل هذه الاختلافات ومعها تمويلات وتدريبات وتوجيهات وخطط وتصعيد وتجميع وصدام..هوب وصلنا إلى الفوضى الخلاقة.. أمامنا سنوات طويلة بعد التقسيم القادم، لنبدأ في النهوض من المربع صفر وحتى يتم ذلك سيكون هدف الأخ "هيرتزيل" الله يرحمه قد تحقق وتصبح اغني واغبي منطقة في العالم، حقلا ممهدا للهيمنة الإسرائيلية من بداية النيل وحتى الفرات.

هل تخيل "اينشتين" مثل هذه الحرب الثالثة؟ وهل تخيل مدي البساطة و الحبكة؟ البشرية أفرزت عبقريا أخر يا أستاذ ألبرت اينشتين.. و النظرية هي أن تعطي المكفوفين سكاكين حادة الأمصال وتدعهم ليلعبوا سويا، وهو عليه فقط التمويل و التوجيه ولا حاجة إلى تجيش الجيوش ولا شن الحروب ولا ضحايا و لا قتلى من الأمريكان ... سكاكين فيسبوك وفضائيات، وهذا هو الطراز ألحديثي جدا للدمار الشامل و الحمد لله متوفر في الأسواق بكثافة، و المهم أن المنتصر في هذه الحرب دولة واحدة و لا عزاء للحلفاء.
المصدر: CNNArabic

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق