تخيلوا الأسوأ.. وحكموا ضمائركم
كتب جمال الدين حسين
حتفل اليوم الأربعاء 25 يناير 2012 بالعيد الأول لثورة الشعب المصرى العظيم وأزعم أن قمة السعادة الشخصية عند الكثيرين أننا أصبحنا نعيش الآن فى مصر التى لم يعد يحكمها حسنى مبارك ولا ابنه جمال ولا عصابة أمانة السياسات.. ورغم تفاقم الخلافات وتأججها بين بعض الفصائل والقوى التى شاركت فى صنع الثورة والإطاحة بالفرعون الأخير حسنى مبارك.. ورغم الاتهامات التى وجهها البعض من تلك القوى والاتجاهات إلى قواتنا المسلحة وقادتها إلا أننى بدوافع وطنية بحتة أدعو كل مصرى فى مواجهة من يحاولون تهييج الرأى العام وإثارته ضد الجيش والشرطة أن يتذكر السيناريوهات الأسوأ للأحداث والمشاهد التى لا تزال محفورة فى الذاكرة.. المشهد الأول منها هو للنيران التى اشتعلت فى مقر الحزب الوطنى على كورنيش النيل فى أعقاب قيام ثورة 25 يناير والتى امتدت إلى المبنى المجاور بأدواره الثلاثة عشر التى كانت تشغلها عدة بنوك وهيئات حكومية منها المجلس الأعلى للصحافة.. والمشهد الثانى للصورة الصحفية التى نشرتها المصرى اليوم قبل شهور لصبى من أطفال الشوارع كان يجلس فوق كشك الكهرباء الموجود أمام مقر شركة بنها للصناعات الالكترونية بميدان التحرير وبجواره زجاجات مولوتوف.. والمشهد الثالث لمجموعة من الشباب الماركسيين كانت تحاصر مقر مجلس الوزراء على مدى عشرين يوما وتغلق شارع مجلس الشعب بنعوش رمزية وتعلن صراحة منع رئيس الحكومة كمال الجنزورى من دخول المقر ومباشرة عمله من مكتبه ورفضهم للوساطة التى قام بها جورج إسحاق وحافظ ابو سعدة وناصر امين ومحمد حنفى من أجل فك الحصار وفض الاعتصام سلميا.. أما المشهد الرابع فهو إلقاء زجاجات المولوتوف من جانب بعض الغوغاء الموجودين فى التحرير على مبنى المجمع العلمى وإشعال النيران فيه وتدمير ما بداخله من كتب تراثية نادرة تتعلق بتاريخ الحملة الفرنسية على مصر بينما أحد الفوضويين المهاجمين يرقص فرحا بالنيران التى كانت تزداد اشتعالا.. وعندما نتذكر هذه المشاهد ونترحم على أرواح الشهداء من زهرة شباب الوطن الذين سقطوا فى أحداث ماسبيرو ومحمد محمود وقصر العينى علينا أن نقول «قدر ولطف» ونتخيل الأسوأ لتلك الاحداث فيما لو فشل الجيش مثلا فى أحداث ماسبيرو فى حماية مبنى الاذاعة والتليفزيون وتكرر مشهد حريق مقر الحزب الوطنى فى المبنى ووصلت نيران الغوغاء والفلول المأجورين إلى كامل منشآته الضخمة بما فيها من معدات وأجهزة وديكورات وأفلام تمثل ثروة قومية لا يمكن بأى حال تعويضها وماذا كان سيحدث لو امتدت شرر النيران إلى سكان العشش والبيوت العشوائية الواقعة خلف التليفزيون.. وتخيلوا معى أيضا الأسوأ فى أحداث محمد محمود لو انهارت قوات الشرطة والجيش ونجح المتظاهرون والغوغاء والمأجورون فى دخول مقر وزارة الداخلية واحرقوه مثلما أحرقوا الكثير من اقسام الشرطة ومبنى المجمع العلمى.. تخيلوا أسوأ السيناريوهات وقولوا معى «قدر ولطف».. ورحمة الله على زهرة شبابنا.. وكفى انسياقا وراء من يدعون للمظاهرات والاعتصامات.
المصدر: روز اليوسف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق