الأربعاء، 25 يناير 2012

بدون تردد الشعب‮.. ‬والجيش‮.. ‬والثورة

بدون تردد

الشعب‮.. ‬والجيش‮.. ‬والثورة

محمد بركات
مع إشراق شمس اليوم يكون قد مر عام كامل علي ثورة الخامس والعشرين من يناير،‮ ‬التي فجرها الشباب،‮ ‬والتف حولها الشعب،‮ ‬واحتضنتها قواته المسلحة،‮ ‬ووفرت لها الدعم والحماية،‮ ‬وتعهدت والتزمت بإستمرار الحماية والدعم حتي تحقيق الثورة لأهدافها،‮ ‬التي هي أماني وطموحات شعب مصر العظيم،‮ ‬في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية في دولة ديمقراطية حديثة تقوم علي سيادة القانون،‮ ‬وحقوق الإنسان،‮ ‬والمساواة بين الجميع في الحقوق والواجبات علي أساس المواطنة دون تمييز،‮ ‬ودون تفرقة‮. ‬

وبهذه الحماية،‮ ‬وهذا الدعم وذلك التعهد،‮ ‬وتلك الإلتزمات يكون جيش مصر الباسل،‮ ‬شريكاً‮ ‬فاعلاً‮ ‬وأساسياً‮ ‬في ثورة الخامس والعشرين من يناير،‮ ‬وأقول شريكاً‮ ‬فاعلاً‮ ‬وأساسياً،‮ ‬وليس شريكاً‮ ‬بالانتساب كما يقول البعض ورغم ما يروجه البعض الآخر،‮ ‬مع إحترامي الكامل لكل الآراء،‮ ‬ومع تفهمي للبواعث،‮ ‬والمسببات،‮ ‬والدوافع،‮ ‬وراء بعض الرؤي التي تقول بغير ذلك،‮ ‬وتروج لنقيضه،‮ ‬متعللة بالتباطؤ في بعض القرارات ومستندة في رؤيتها الي بعض السلبيات التي شابت عملية الإدارة المدنية‮ ‬والسياسية للدولة خلال الفترة المؤقتة‮.‬
وفي تصوري ان هذه الآراء،‮ ‬وتلك الرؤي الملقية باللوم علي المجلس الأعلي للقوات المسلحة،‮ ‬والمنتقدة لأسلوب إدارته للبلاد،‮ ‬وتعامله مع المشاكل والقضايا خلال الفترة المؤقتة والانتقالية،‮ ‬تتناسي،‮ ‬أو تتجاهل بسوء الفهم أحياناً،‮ ‬وسوء القصد أحيانا أخري،‮ ‬أن هناك إختلافاً‮ ‬جوهرياً،‮ ‬بين الطبيعة العسكرية،‮ ‬ومنهج وأسلوب التعامل في القوات المسلحة،‮ ‬القائم علي الإلتزام الكامل بالخطط والتعليمات،‮ ‬والتنفيذ الدقيق للأوامر والواجبات،‮ ‬وبين طبيعة الإدارة المدنية القائمة علي المواءمات،‮ ‬والحلول الوسط،‮ ‬والأخذ والرد‮.‬
كما يتناسون أو يتجاهلون حقيقة أن المجلس الأعلي قد وجد نفسه،‮ ‬فجأة،‮ ‬ودون إستعداد،‮ ‬مضطرا الي تولي الإدارة المدنية للدولة،‮ ‬في ذلك الظرف الدقيق وبالغ‮ ‬الحساسية والخطر الذي تمر به البلاد،‮ ‬وفي وقت تهاوت فيه كافة المؤسسات والأعمدة الرئيسية في الدولة المصرية،‮ ‬فما كان منه إلا ان تحمل تلك المسئولية الجسيمة حفاظا علي البلاد وحماية لأمنها القومي،‮ ‬ودعماً‮ ‬للثورة ووفاء بالعهد الذي قطعه علي نفسه للحفاظ علي المصالح العليا للشعب والوطن مع الإلتزام المعلن والواضح بتسليم السلطة كاملة الي إدارة مدنية منتخبة،‮ ‬وفق خارطة طريق محددة ومؤكدة‮.‬
وإنطلاقاً‮ ‬من ذلك،‮ ‬قام المجلس الأعلي بتسليم السلطات التشريعية والرقابية بالفعل،‮ ‬الي البرلمان الجديد،‮ ‬فور انعقاده في أولي جلساته أول أمس،‮ ‬والتي جاءت بعد أول انتخابات ديمقراطية شفافة ونزيهة تشهدها البلاد طوال السنوات الماضية،‮..‬،‮ ‬كما جاءت تنفيذاً‮ ‬عملياً‮ ‬لما إلتزم به المجلس،‮ ‬وترجمة واقعية لرغبته المؤكدة لتسليم الأمانة الي أهلها،‮ ‬وترقبه لتسليم كامل السلطات،‮ ‬في يونيو القادم،‮ ‬الي رئيس الجمهورية فور إنتخابه‮.‬
وفي هذا الاطار،‮ ‬ومع احترامي لكل الآراء المخالفة،‮ ‬تكون محاولات التشكيك في موقف المجلس الأعلي،‮ ‬ورغبته في تسليم السلطة في‮ ‬غير محلها،‮..‬،‮ ‬وتكون كافة النداءات المطالبة بأن يكون اليوم،‮ ‬وفي مناسبة مرور عام علي الثورة،‮ ‬هو يوم المطالبة بتخلي المجلس الأعلي عن السلطة،‮ ‬هي مطالبة في‮ ‬غير أوانها،‮ ‬بل ولا تقوم علي أساس صحيح يضع المصالح العليا للوطن موضع الإعتبار‮.‬
ليس هذا فقط،‮ ‬بل وأزيد علي ذلك بالقول،‮ ‬أن الدعاوي القائلة بأن شيئاً‮ ‬لم يتحقق في مصر من أهداف الثورة،‮ ‬هو قول فيه تجاهل للواقع الذي يقول بغير ذلك،‮..‬،‮ ‬وعلي من يتشكك أن ينظر الي واقع الحال قبل يوم الخامس والعشرين من يناير العام الماضي،‮ ‬وبين واقع الحال اليوم‮.‬
ياسادة،‮..‬،‮ ‬دعونا نحتفل اليوم بمرور عام علي الثورة،‮ ‬وما تحقق بالفعل،‮...‬،‮ ‬ودعونا أيضاً‮ ‬نجدد الإلتزام والعهد بإستمرار الثورة حتي تتحقق كل أهدافها النبيلة،‮ ‬في الحرية والكرامة والديمقراطية،‮ ‬والعدالة الاجتماعية،‮ ‬فهذا حق الشعب‮ ‬والجيش والثورة معاً‮.‬
المصدر: الاخبار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق