الثلاثاء، 3 مايو 2011

نشأ مدللاً وعاش طريداً ودفن في المحيط


المصدر : عكاظ

لم يكن أسامة بن لادن الثري المدلل يتوقع عندما كان طفلا يتقافز في ساحات قصور والده إلى جانب جيش من أخواته وإخوته البالغ عددهم 54 فردا، أن يتحول إلى أهم طريد في العالم، تضيق به الأرض إلا من كهوف نائية في جبال شاهقة لم يكن بالغها إلا بشق الأنفس، ثم تنتهي علاقته بالدنيا قتلا على يد أكبر قوة عسكرية واقتصادية في العالم.
قتل أسامة بن لادن .. هكذا قالت الولايات المتحدة الأمريكية على لسان رئيسها «أوباما» الذي بث البشرى لشعبه.
«العدل قد تحقق هذه الليلة» في إشارة إلى الانتقام من منفذ عمليات الحادي عشر من سبتمبر، معلنا نهاية واحد من أكثر الشخصيات جدلا في القرن العشرين، وأسدل الستار على اللغز المحير، معلنا تجهيزه تكفينه على الطريقة الإسلامية ورميه في أعماق المحيط.




نشأة فارهة رغم اليتم
ولد أسامة بن لادن في الرياض من أم سورية، والده المقاول الشهير محمد عوض بن لادن الذي تشرف عام 1969 بإعادة بناء المسجد الأقصى بعد الحريق الذي تعرض له، كما ساهم في تنفيذ أعمال التوسعة السعودية الأولى للحرمين الشريفين.
نشأ أسامة يتيما منذ التاسعة من عمره بعد موت والده إثر اصطدام طائرته المروحية بأحد جبال الطائف خلال تنفيذ عقبة الهدا، ولم تعوضه المليارات التي ورث منها 300 مليون دولار عن الشعور الفطري بالحنان والعطف الأبوي.
واصل دراسته الابتدائية والثانوية في جدة وقبل أن يلتحق بقسم الإدارة العامة في جامعة الملك عبدالعزيز وعندما بلغ عمره 17 عاما أعلن زواجه الأول من سورية من طرف أخواله في الشام.
لم يطرأ على سلوك الشاب الذي عرف بالخجل في تلك الفترة أي تغير أو ما يشير إلى أن ثمة تغيرا فكريا يمكن الاستدلال به على توجهات الرجل في حينه، وظل في نظر زملائه وأساتذته والمقربين منه أسامة المليونير ابن المقاول الشهير الذي عاش وسيعيش بقية حياته كما بدأها مرفها منعما في حدود التربية الإسلامية التي حرص والده على نشرها في الأسرة.
قد يكون هذا التحليل منطقيا في حينه ولكن ما أثبتته الأحداث اللاحقة بعد ذلك عصفت بجملة المسلمات التي لم يرق لها الشك يوما، فما الذي حدث لذلك الشاب وكيف تغير فكره، وتغذت قناعاته بالتطرف، ومتى بدأت إرهاصات التغير الدراماتيكي على حياته وفكره وسلوكه لتقوده في النهاية إلى مستنقع التطرف والتكفير.
إرهاصات التغيير
كان محمد بن لادن والد أسامة يستضيف أعدادا كبيرة من الحجاج كل عام بعضهم من الشخصيات الإسلامية المعروفة، يكرمهم ويتجاذب معهم أطراف الحديث حول شؤونهم وشجونهم وتطلعاتهم، ولم يكن أسامة بعيدا عن تلك المجالس فتعرف على كثير من الشخصيات الإسلامية والفكرية واطلع على ثقافات جديدة وأفكار متنوعة سلبية كانت أم إيجابية.. تأثر بها أم لم يتأثر، لكنها في نهاية الأمر كانت تشكل نقطة البداية التي انطلق منها أسامة بن لادن للتعرف على ما يدور حوله.




معلم بن لادن الإنجليزي شايلر:

أسامة كان خجولاً ميالاً إلى الحزن

بريان فايفيلد شايلر المدرس البريطاني الذي درس أسامة بن لادن اللغة الإنجليزية وصفه بأنه كان «تلميذا هادئا وخجولا»، وأن «هذا الصبي الذي أصبح أهم الأشخاص المطلوب اعتقالهم في العالم كان يؤدي كل عمله في الوقت المناسب، وأنه كان لطيفا أكثر من أي شخص آخر في فصله».

وأضاف فايفيلد شايلر «أن أسامة كان متميزا بين زملائه؛ لأنه كان أطول وأكثر أناقة ووسامة من معظم الصبية الآخرين، وكان لديه قدر كبير من الثقة بالنفس، ويغلب على ملامح أسامة الحزن، ونادرا ما رآه أصحابه يضحك بصوت عال، وأحيانا يبتسم».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق