الثلاثاء، 3 مايو 2011

خبراء هولنديون: قتل بن لادن غير مبرر وكان يجب تسليمه للجنائية الدولية


المصدر : الوطن

تناقضت ردود الأفعال الأوروبية بين خبراء القانون والاجتماع حول إعلان نبأ مقتل أسامة بن لادن، بين مرحب ومحذر ومشكك، ففي هولندا أكد خبير علم الاجتماع والعلوم البشرية الأستاذ بجامعة خرونن الدكتور هانز فان دي ساندي، أن مقتله سيحدث صدمة لدى المسلمين المتطرفين ، وسيمثل هزيمة مريرة لهم سواء كان قتلا في هذا التوقيت أو قتل من قبل، ولا يجب على أميركا أن تستجيب لفرحتها على هذا النحو بإعلان "رقصة النصر" فهذا ليس من الحكمة.
وأكد أنه من المتوقع حدوث ردود فعل انتقامية عنيفة من قبل بقايا القاعدة، هجمات بالقنابل على السفارات الغربية أو أهداف أخرى ومصالح غربية، مشددا على أن الاستجابة الغربية عاطفيا لهذا المشهد، وإبراز الشعور العميق بالانتصار على الخصم في احتفالية أمر مثير للاستفزاز ، وسيسرق الخصم نشوة الانتصار بردود عنيفة.


وقال أستاذ القانون الجنائي خيرت فان كنووبس، إنه من المثير للدهشة أن القضاء النهائي على بن لادن بات الآن حقيقة واقعة، مشيرا إلى أن وزارة الدفاع الأميركية ما كان عليها قتله، تحسبا للانتقام ، فقد ظلت وفقا لما هو معلن الآن تراقب بن لادن طويلا، ولم يكن لديها حاجة فورية لقتله، ويعتبر قتله من الناحية القانونية مثيرا للاهتمام بشكل خاص، فالقانون الدولي لا يسمح بقتل الخصم، وكان يجب إلقاء القبض عليه، ويسلم لأميركا ليحاكم، أو ينقل إلى المحكمة الجنائية في لاهاي، مثلما تم عمله مع الرئيس اليوغسلافي السابق ميلوسيفيتش، مشيرا إلى أن الأميركيين يدعون أنهم في حالة حرب مع الإرهاب، وقتله يعد انتهاكا لقانون الحرب. لا يوجد لدى الرئيس باراك أوباما ما يبرر قتله بهذه الطريقة.
كما كان لخبراء المال والاستثمار بهولندا رأي أيضا في مقتل بن لادن، فأكد الخبير روب كوندرز أن إعلان مقتل بن لادن له دلالات قوية في هذا التوقيت، فالأسواق والبورصة الأميركية كانت في حاجة إلى ما ينعشها، وبالفعل بمجرد إذاعة النبأ، حدث انتعاش كبير كرد فعل سريع ومباشر، وبدأت مؤشرات النمو في أسواق المال سريعة، لأن بن لادن يعتبره الأميركيون أكبر رأس إرهابي في العالم.
وأكد أن إعلان مقتل بن لادن سيعتبره الأميركيون والعالم تطورا إيجابيا في مكافحة الإرهاب الدولي، "ولكن علينا أن نتوقع أن يلي ذلك لاحقا موجة من أعمال العنف من جانب مؤيدي زعيم تنظيم القاعدة، الذي تولى قيادة هذا التنظيم لأكثر من 20 عاما، فبجانب أن بن لادن زعيم شبكة إرهابية تعد مسؤولة عن هجمات 11 سبتمبر، فهي مسؤولة أيضا عن العديد من العمليات الإرهابية في العالم كله، وقد يحاول أعوانه وأتباعه إثبات استمرار قوتهم رغم نبأ موته، بتنفيذ بعض العمليات الإرهابية".
وأكد روب كوندرز أن الإعلان عن مقتل بن لادن أعطى الشعور بالنشوة للأميركيين، على الأقل هذه الأيام لإحداث الجديد في الأسواق، فقتل زعيم الإرهابيين المطلوب رأسه من العالم جاء في توقيت ممتاز لسمعة الرئيس أوباما ، الذي باتت سمعته السياسية تتعرض للهجوم، وكذلك الحالة الاقتصادية الأميركية، وسيتوج هذا ببضعة قرارات بدأ أوباما في اتخاذها لاستعادة شعبيته، منها الإعلان عن 200 ألف وظيفة جديدة في أبريل لمواجهة معدلات البطالة التي بلغت 9و8%.
وعلى المستوى الحكومي الهولندي أكد رئيس الحكومة مارك روتا، أن أميركا كسبت جولة هامة في معركتها ضد تنظيم القاعدة، وأثنى على شجاعة وتصميم القوات الأميركية في تنفيذ ما طلبه أوباما بالقضاء على بن لادن، وأشار إلى أن الحرب على الإرهاب مستمرة ولم تنته بعد.
وقال وزير الدفاع هانز هيلين إن هذا الخبر هام بالنسبة للعالم، ولكن الإرهاب لا يزال له وجوه كثيرة، ومعظمها رمزي لا وجود له على أرض الواقع، وقد يكون من المناسب الإعلان عن مقتل بن لادن، لكن العالم لا يعني أنه صار أكثر أمانا، فالانتقام من الطرف الآخر ممكن، وكان من الأفضل القبض على بن لادن حيا، ولكن مع عدم التمكن من ذلك والتوصل لقتله، لا تزال مخاطر الإرهاب واردة ويجب اليقظة.
وأعرب زعيم الحزب الديموقراطي 66 إلكسندر بيختولد عن دهشته بأن بن لادن كان لا يزال على قيد الحياة حتى الآن، وقال إنه لا يجد تبريرا لقتله بل كان يجب اعتقاله ومحاكمته.
وقال زعيم اليمين المتطرف خيرت فيلدرز، إن قتل بن لادن يعد يوما تاريخيا، وقال زعيم حزب العمل يوب كوهين أن قتله تدمير لرمز إرهابي كبير، وقد لا يساعد هذا كثيرا على الأمن العالمي في الوقت الحاضر، ولكن الأمل أن يتحقق الأمن في الوقت المناسب.
وقال زعيم حزب الخضر، جوس يولاند، إنه من المؤسف مقتل بن لادن، فقد كان من الأفضل اعتقاله وتقديمه للمحكمة الجنائية في لاهاي، مشيرا إلى أنه آن الأوان أيضا لاتخاذ الخطوة التالية لإغلاق معتقل جوانتانامو.
لاهاي: فكرية أحمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق